"رايب" تلبّي الطلب على المنتجات المحلية العضوية من دبي الى العالم العربي
ليس من السهل أن تصبح صديقاً للبيئة ـ خصوصاً إذا كنت في الصحراء. وصحيح أن الإمارات هي أرض خصبة لإنشاء الشركات المحلية، إلاّ أنه حين بدأت بيكي بالدرستون تأسيس "رايب" في صيف العام الماضي، واجهت بيئة صعبة.
ازرع، كل، وادعم محلياً، هو شعار "رايب" الذي يشدد على فوائد الزراعة العضوية والمستدامة. فما بدأ على شكل بيع صندوق فاكهة وخضار موسمية لملء النقص في المنتجات العضوية المحلية، نما ليصبح متاجر زراعية في دبي وأبوظبي وطلبيات على الإنترنت ومؤخراً جداً افتتاح "متجر مزرعة رايب" في دبي.
تعمل رايب مع ستة مزارع محلية في أنحاء الإمارات بهدف دعم الشركات المحلية قدر الإمكان. وتقول بالدرستون إنه على الرغم من أن المنتجات العضوية كانت متوفرة في الأسواق الإماراتية قبل أن تنشئ متجرها بكثير، إلاّ أن هناك نقص في المعرفة بهذا القطاع وهو أمر يجب أن يعالج، إذ لا يدرك جميع الناس، كما تقول، "كم عدد المزارع العضوية في المنطقة ولم يكن لدى الكثير من المستهلكين الفرصة للحصول على منتجات عضوية. وفي السوبرماركت لا يوجد سوى مجموعة صغيرة من المنتجات المحلية في حين تجني هذه المتاجر المال من منتجات عضوية مستوردة من دون أن تشير إلى أنها عضوية". وتضيف أن "القهوة العضوية كانت موجودة قبل أن أبدأ بكثير ولكن المنتجات التي يبيعونها مستوردة لأن إنتاجها محلياً يعتبر عملية شاقة".
لذلك فإن الفرصة لإنشاء "رايب" كانت جيدة، وقد أسست بالدرستون "رايب" بمساعدة زوجها الذي يعمل في القطاع الزراعي، ووجدت عدداً من المزارع التي نجحت في اختبار الممارسات العضوية والأهم في اختبار النكهة. وتقول "من الصعب جداً في طقس الإمارات إنتاج نوعية جيدة ولكن هؤلاء المزارعين يتمتعون بخبرة كبيرة وهم معتمدون وشغوفون تجاه الزراعة العضوية".
وتقول بالدرستون إنه حين أطلقت "رايب" متجرها الزراعي، كانت الاستجابة كبيرة لأن الطلب على المنتجات العضوية المنتجة محلياً ازداد بكثرة. ولا يزال "صندوق رايب" دعامة أساسية حيث يجمع عشرة أنواع مختلفة من المنتجات المحلية. وتضيف "نضع داخل الصندوق وصفة لطرق تحضير المنتجات في موسمها إذ يحب الناس أن يكونوا أكثر إبداعاً في المطبخ مع الخضار التي لا يستخدمونها عادة".
تقوم "رايب" عادة بتخزين الخضار لأنه من الأصعب أن تنمو الفاكهة في الإمارات، ولكن بالدرستون تقول إنهم يتطلعون إلى العمل مع مزارع في الأردن ولبنان وربما في سريلانكا لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات السكرية. ويقوم متجر "رايب" ببيع المنتجات المحلية والدولية بينها البيض واللبن والأجبان والمخللات والمربيات والبهارات وحتى البذور للذين يتطلعون إلى زراعة حدائقهم الخاصة.
ومع تراجع فصل الصيف وانخفاض الحرارة وعودة الطقس الصديق للمزارعين، تستعد "رايب" لإنشاء المزيد من المتاجر في أبو ظبي ودبي وإعادة إطلاق نظام الطلبيات على الإنترنت. ومن المقرر أن توسّع الشركة في نهاية الأسبوع متجر " Food & Craft Market " الذي يفتح من التاسعة صباحاً حتى الواحدة ليلاً إلى موقع جديد في القوز تحت إسم "The Courtyard". وتقول بالدرستون إنهم سيحسنون خدمة طلبيات المنازل وخدمة الدفع عند التسليم لتلبية الطلب المتنامي من الأسر الإماراتية التي تميل إلى التسوق بكميات أكبر من قاعدة الزبائن الرئيسية لـ"رايب" أي الأسر الوافدة.
تركز بالدرستون أيضاً على التعليم هذا العام، حيث تعمل مع عدد من الحضانات والمدارس والمؤسسات الحكومية للتعريف بأهمية المنتجات العضوية المحلية والأكل الصحي وفوائدها.
وخلال عام واحد من العمل، حفرت "رايب" لنفسها مساحة ضرورية في قطاع المواد الغذائية المحلية ونقلت الإنتاج العضوي المحلي إلى الضوء. والاستجابة المشجعة دليل على الفراغ في سوق مكتظ بالمنتجات الدولية الباهظة الثمن. وتبيّن فعلاً أن الإمارات مستعدة لـ"رايب".