مدرسة صيفية تستبعد ريادي لبناني بقرار مثير للجدل
شهد مجتمع ريادة الأعمال في لبنان في الآونة الأخيرة جدلاً بعد أن استبعد الريادي اللبناني الشاب المعروف عبد الله العبسي من مدرسة الريادة العالمية الصيفية بسبب تعليق سياسي له قبل عامين.
وهبّ مجتمع الريادة للدفاع عنه على فيسبوك بعد أن أعلنت لجنة المدرسة أن العبسي استبعد من البرنامج الصيفي الذي من المقرر أن يبدأ الخميس لأنه "عبّر علناً وبشكل نشيط عن دعمه لفيديو إحراق علم حتى أنه عرض نشر نسخة أفضل عن الفيديو".
والفيديو موضوع الجدل والذي أزيل الآن، ظهر على جدار العبسي على فيسبوك حين قام طرف ثالث بوضع إسمه فيه على شكل سمة (Tag) حين كان في السابعة عشرة من عمره. وأكد أنه علّق على الفيديو ولكنه قال "لديّ نسخة أفضل". وأضاف "لم أقل أبداً اني أدعم الفيديو. لم أكن فيه والفيديو ليس لي ولم أنشره أبداً. صدف فقط أني أشاهد أمراً محرماً حصل في بلدي".
حين تقدم العبسي للتسجيل في المدرسة الصيفية في العاشر من تموز يوليو، لم يكن لديه أدنى فكرة عن أن الفيديو كان لا يزال على جداره في فيسبوك. ومن خلال المشاركة في البرنامج الذي يدوم ثمانية أيام والذي استضافته أكاديمية الريادة الاجتماعية في ميونخ، ألمانيا، شرح أنه كان يأمل بأن "يشارك أفكاراً ويبحث عن أفكار لإيجاد حلول لتحديات عالمية والتعلّم عن البيئة الحاضنة للريادة في الدول المتقدمة ولقاء رياديين طموحين والتشبيك معهم لا سيما المشاركين الـ35 المختارين، والمستثمرين في شركات مستقبلية".
وتم قبوله في الثلاثين من تموز يوليو. وكانت المدرسة الصيفية التي بدأت في العشرين من أيلول/ سبتمبر وحظيت بدعم مراكز الريادة في أربع جامعات في ميونخ، من المفترض أن تكون أول رحلة للعبسي إلى أوروبا.
ولكن في السابع من أيلول سبتمبر، تلقى العبسي رسالة من مدرسة الريادة العالمية الصيفية بأنه تم استبعاده، قائلة إنه "من منظار مدرسة الريادة العالمية الصيفية، فإن حرق علم يمثل عملاً عنيفاً. لذلك فإن الفيديو الذي وضعته عن حرق علم يتعارض بشدة مع القيم الريادية للمدرسة الصيفية كمؤسسة تروّج علناً للتغيير الاجتماعي السلمي وتناضل لمنع أية أعمال عنيفة".
وأرسل هذا البيان إلى "ومضة" كما نشر في تعليق رسمي للمدرسة تشير فيه إلى أن "الاستبعاد لا يعني في أي شكل من الأشكال إيذاء أحد أو التمييز ضده شخصياً أو ضد جنسه أو بلده أو شعبه أو دينه".
وعلى الرغم من أن الفيديو التقط قبل عامين إلاّ أن ممثلاً مجهولاً للمدرسة كتب لومضة أنه "كان موجوداً على صفحته على فيسبوك قبل أسابيع أي في وقت الاستبعاد. ومن منطلق عدم مساومتنا على قيمنا الأساسية نتمسك بقرارنا".
ومثل نظرائه، لا يكرّس العبسي صفحته لصور أو نكات سياسية تتم مشاركتها في المناسبات، ولكن تركيزه ينصب على الريادة وتشجيع الشباب اللبناني على تغيير العالم من خلال إطلاق شركات ناشئة وهو أمر واضح من الأمور التي نشرها عن ستارتب ويك آند في بيروت و"إي كلوب"، المنظمة التي شارك في تأسيسها في الخريف الماضي للترويج لفعاليات تتعلق بالريادة والخاصة بطلاب الجامعات بينها الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية. ويقول العبسي، الذي غالباً ما يشاهد يرتدي سماعة بلوتوث كرمز لاتصاله الدائم والحيوي بمجتمع الريادة، إنه في المدرسة الصيفية أراد أن "يقيم قنوات تواصل مع نشطاء في الريادة الاجتماعية يمكنهم أن يدعموا إي كلوب".
ورد على بيان المدرسة الصيفية قائلاً إن "هناك دائماً طريقة أفضل وسلمية للتعبير عن الآراء والأفكار عبر أعمال مؤذية"، في إشارة إلى إحراق العلم. ولكن المدرسة أصرّت على تفسيرها لتعليقه.
ومن الصعب، في منطقة تسيطر على أجوائها الاحتجاجات والتغيير في فترة العام والنصف الماضية، أن تجد شخصاً شاباً لم يعبر عن آراء سياسية متنوعة على فيسبوك. ولدى سؤال عضو مجلس إدارة المدرسة الصيفية برنارد كاتزي وهو بروفيسور في معهد ليدن لعلوم الكومبيوتر المتقدمة في هولندا، عمّا إذا كان جدار المشارك على فيسبوك يؤخذ على أنه تعبير عن رأي المدرسة الصيفية، أجاب بـ"كلا".
وبدا أن هذا العمل خطوة لإبعاد المنظمة عن أي سياق سياسي أكثر منه حركة للتدقيق في الآراء السياسية للرياديين وفهمها. ولدى سؤال كاتزي عمّا إذا كان العبسي اعتبر نشيطاً سياسياً، قال "إنه نشيط سياسياً فهو يواصل نشر التعليقات السياسية على فيسبوك. ولا نرغب أن نعتبر مرتبطين بنقاشات سياسية فنحن لسنا منظمة سياسية".
ويستمر العبسي في التعليق على مبالغة المدرسة في ردة فعلها في وقت دعمه أصدقاؤه وأعضاء المجتمع الريادي من خلال النشر على صفحته أو التعليق أو النشر على صفحة المدرسة على فيسبوك.
وأشار كاتزي بشكل قاطع إلى أن القرار "ليس بأي شكل من الأشكال ضد الدول العربية"، وأن لجنة تأثير الريادة العالمية، التي تتخذ القرار النهائي، ليس لديها أية أجندة دينية أو عرقية وتضم العديد من الأعضاء المسلمين. مضيفاً أن الفريق المنظم، الذي رفع تعليق العبسي للمراجعة يضم "مسلمين ومسيحيين ويهوداً وبوذيين" بدون ميل إلى أي انتماء وطني. ويمكن رؤية المتأهلين إلى النهائيات في المدرسة الصيفية في جلسة حية من جوجل هانج أوت في 28 أيلول سبتمر.