"أجرة" و"الأجرة": تطبيقات التاكسي تزدهر في مصر
غالباً ما تولد شركات ناشئة متشابهة بأفكار متشابهة في دول مختلفة، ولكن لا يولد كل يوم شركتان تحملان الإسم ذاته تقريباً.
"الأجرة" El Ogra و"أجرة" 2ogra هما شركتان مصريتان تعملان على بناء موقع وتطبيق للمحمول يهدفان لتبسيط خدمة التاكسي في مصر. فحركة السير في هذا البلد هي بشكل واضح قطاع يحتاج إلى أكبر مساعدة ممكنة، خصوصاً أنه من المتوقع أن تبلغ مدة التنقل في القاهرة 150 دقيقة بحلول عام 2015. حتى أن البنك الدولي يرعى مسابقة "تحدي تطبيقات النقل في القاهرة" لمحاولة معالجة المشكلة (الموعد النهائي لتقديم المشاريع 16 تشرين الثاني نوفمبر). لذلك فإن جعل خدمة التاكسي أكثر فعالية هو جزء من المعركة وبالتالي من المرجح أن يكون هناك مساحة كافية في هذا القطاع لـ"الأجرة" و"أجرة" معاً. ولكن مع نضالهما لحشد الشهرة لاسميهما، أي واحدة ستختار؟
الأجرة: أخبر قصتك في التاكسي
"الأجرة" هي تطبيق يقوم على موقع إلكتروني وشبكة اجتماعية يسمحان للركاب بإخبار قصصهم عن التنقل في سيارات الأجرة السيئة السمعة في القاهرة على تايملاين على الموقع. ونظراً إلى الزحمة الكثيفة والفكاهة الفريدة لدى المصريين والفوضى في مصر، فقد أصبحت قصص التاكسي النوع الأدبي الخاص بالموقع. كما أن بعض القصص عن تجارب التاكسي بعد الثورة أصبحت من الكتب الأكثر مبيعاً وصارت هذه الأنواع من الأخبار واسعة الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.
ولكن نصائح التطبيق ليست كلها قصصية بل يمكن أن تقدم معلومات قيمة عن التسعيرات المناسبة لسيارات الأجرة بناء على ما وثقه المستخدمون.
يقف وراء الموقع ثلاثة أصدقاء مصريين شباب شديدي الحماس هم: وليد موافي ومحمد فياض وإسلام هنداوي وجميعهم في العشرينات من العمر. ويحاول المؤسسون إطلاق شركة ناشئة معاً منذ أن تخرجوا في مجال علوم الكومبيوتر ويركزون الآن على تطوير "الأجرة" ببطء وتأنّ في الوقت الذي يعمل كل منهم في شركة بدوام كامل.
وبدأ تشغيل التطبيق منذ شهر ويقول موافي إن عدد الزوار فاق توقعاتهم. فحتى الآن لم يعتمدوا سوى على التواتر والإعلام الاجتماعي والشراكات الإعلامية للتسويق للتطبيق، ولكن هذا أُثبت فعاليته. واللافت أن المصريين ليسوا هم فقط من يستمتعون بالتطبيق ويريدون معلومات عن أجرة النقل. فالتطبيق يوثق حركة المرور في المملكة المتحدة والسعودية وغيرهما من الدول خارج المنطقة.
ويخطط فريق "الأجرة"، لمواصلة التسويق للتطبيق، عبر طباعة ملصقات ونشرات ترويجية والوصول إلى سائقي الأجرة للطلب منهم إخبار قصصهم.
لا يواجه الفريق حتى الآن مشكلة تمويل ويقول فياض "مولنا المشروع ذاتياً حتى الآن، فقد أنفقنا من جيوبنا على التصميم والتطوير والطباعة. ونحن نبحث الآن عن جهات راعية وليس عن تمويل". وستحصل هذه الجهات على مساحة عرض على الموقع وعلى الملصقات ونشرات ترويجية.
المرحلة الثانية بالنسبة لـ"الأجرة" هي الآن بناء تطبيق للمحمول وجعل المنصة إلى العالمية.
أجرة: اطلب التاكسي أينما كنت
أما "أجرة" فهو في المقابل، أول تطبيق لطلب التاكسي من أي موقع كان في الشرق الأوسط وشمال افريقيا حيث يتصل المستخدمون بمركز اتصالات لطلب التاكسي وهو بدوره يتصل بأقرب تاكسي متوفّر ويطلب منه الحضور، فأينما كنت، يمكنك تحميل "أجرة" على هاتفك المحمول وطلب التاكسي وستأتي سيارة أجرة الأقرب منك لتقلّك.
وقال إدوارد ديزلي، المؤسس المشارك، "أصبحت هذه من الأعمال المزدهرة في أوروبا والولايات المتحدة"، موضحاً كيف استلهم الفكرة لجلب الخدمة إلى مصر، بعد العمل مع شركات متعددة الجنسيات وشركات تكنولوجيا معلومات في مصر خلال السنوات الثمانية الماضية.
والمفاجئ أن فكرة "أجرة" في بال ديزلي منذ سنوات ولكنه لم يفعل شيئاً لتنفيذها إلى أن التقى هو وشريكه في التأسيس تامر فتحي بـ"فلات6لابز". وقال "تحمست جداً للعقلية هنا". وقد ساعدت "فلات6لابز" و"صواري فنتشرز" ديزلي وفتحي في تنفيذ الفكرة وإطلاقها عبر جولتين من التمويل والتدريب والدعم القانوني. (وفتحي سبق أن تحدث إلى ومضة عن "أجرة" عند تخرجه من فلات6لابز).
ولكن التطبيق هو أبعد من مجرد مركز للاتصالات فعند إرساله التاكسي إلى الراكب يقوم بمراقبة مسار السيارة لضمان أن يكون صحيحاً. فالأمن هو بالفعل جوهر المشروع، لذلك يجب على السائقين الذين ينضمون إلى "أجرة" أن يقدموا الأوراق الثبوتية الضرورية كي تتمكن "أجرة" من ضمان أمان الراكب.
ويقول إدوارد إن جذب أول دفعة من السائقين هو العقبة الأولى لأن المستخدمين سيتضاعفون بعد ذلك ككرة الثلج، لذلك ومن أجل جذب السائقين جعلت "أجرة" واجهة الاستخدام بسيطة جداً فهم يجيبون ببساطة بنعم أو لا على الطلبات. وتقدم الشركة للسائقين الضمان الطبي وصفقات لقطع غيار السيارات وذلك عبر بطاقات عضوية بينما تساعد السائقين على وضع إعلانات على سياراتهم للحصول على مصدر آخر للمردود.
وعلى الرغم من أن الشركة خططت لإطلاق التطبيق قبل شهر إلاّ أن مفاوضات الاستثمار والإجراءات الحكومية تستغرق الكثير من الوقت.
ولتسويق التطبيق، سيعتمد ديزلي وفتحي على الإعلام الاجتماعي بشكل أساسي ويخططان لإدراج حل للدفع ضمن التطبيق وربما إضافة معلومات عن حركة المرور في المستقبل.
ويقول ديزلي إن "سرعة التسويق ونوعية الخدمة هما أكبر أولوياتنا لدى الشركة في الوقت الراهن. فأجرة لن تكون يوماً مايكروسوفت ولا جوجول ولكن لديها حتى الآن فرص جيدة لتصبح شركة كبيرة الحجم "، حيث حشد المشروع اهتماماً من بعض الجهات في المنطقة للاستثمار فيه.
لدى "الأجرة" و"أجرة" العناصر اللتين تحتاجانها لتكوين شركة ناشئة ناجحة، إضافة إلى انطباع مثير للإعجاب في البيئة الراهنة، وهما تريان المنافسة كونهما شريكتان محتملتان في المستقبل، إذ سيكون من المثير للاهتمام رؤية ما إذا كانتا ستكونان مهتمين بالاندماج ولكن في الوقت الراهن تبقي كل منهما عينها على أهدافها وتركزان على التعاون.