مساحة العمل المشترك في القاهرة ذا ديستركت تحتفل بستة أشهر من النجاح
صحيح أن ستة أشهر ليست مدّة كافية للاحتفال بميلاد مشروع ما، ولكن الأمور تسير مؤخراً بشكل جيد جداً بالنسبة لـ"ذا ديستركت" وهو ما جعل الاحتفالات تجري على قدم وساق. وما هو المكان الأفضل للاحتفال غير سطح المبنى الذي يضمها في المعادي حيث اجتمع الأصدقاء والزملاء.
نظراً إلى أن "ذا ديستركت" هي أول مساحة عمل مشترك في القاهرة موجهة للشركات الصغيرة، فإن ذلك منح المؤسسين المشاركين مازن حلمي وأحمد ماهر الكثير من لحظات الارتفاع والانخفاض. وكوني من سكان المعادي، ذهبت إلى "ذا ديستركت" عدّة مرات وقدّرتُ دعوتي للانضمام إلى الحفلة. وكانت أيضاً فرصة مثالية أن يقود مازن وأحمد الرحلة حتى الآن مع ما يحمله المستقبل لها.
لم يكن الأمر سهلاً حتى الآن. فتقريباً في كل مرة ذكروا فيها خطتهم لبدء مساحة عمل مشترك قوبلوا بنظرات فارغة وتحليلات متنوعة مثل "لن ينجح هذا في مصر أبداً، هل أنتم مجانين؟"، أو حتى بعدائية كاملة. ويتذكّر أحمد أحد الاجتماعات مع مستثمر محتمل (يصفه بأنه رجل أعمال معروف جداً ونافذ وتقليدي)، ويقول "أمضينا عشر دقائق في مكتبه نخبره عن خطتنا قبل أن يقاطعنا ويقول لنا أنها لن تنجح أبداً وأننا لن نكون قادرين على منافسته (أحد مشاريعه هو تأجير مساحات مكتبية) وأننا مجانين ويجب أن نخرج من مكتبه!". ضحكنا جميعاً ولكن بدا أن أحمد لا يزال مرتاباً من وقاحة الرجل حتى بعد مرور كل هذا الوقت.
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف جعلوا مشروعهم ينجح؟
شرح مازن قائلاً "حسناً، كان علينا أن نخلق روح الجماعة. وأردنا أن يأتي الناس إلى هنا ويتفاعلوا مع بعضهم البعض ويختلطوا مع أشخاص عادة لا يختلطون معهم وأن يشعروا أنه بتواجدهم هنا لديهم الإمكانية للوصول إلى تجربة ورصيد إنساني لا يحصلون عليه في أي مكان آخر". وأضاف "لدينا مزيج جيّد من الناس الذين يأتون إلى هنا بينهم موظفون مستقلّون وشركات صغيرة تشمل 2 الى 3 موظفين، ومن عدة قطاعات تتراوح بين التصميم الغرافيكي وتكنولوجيا الاتصالات والزراعة".
يتراوح عمر رواد "ذا ديستركت" بين أواسط العشرينات وأواسط الأربعينات، وهو ما يضيف تنوعاً جميلاً "ولكننا اضطررنا أن نطلب من أحد الأشخاص الذين يعملون بشكل حرّ المغادرة لأنه كان صاخباً بشكل دائم وبغيضاً على الهاتف وهذا شوّش المزاج العام للمكان". وهناك بالفعل جوّ جماعي مريح في الداخل بشكل ملحوظ، والكثير من الناس الذين تحدثت إليهم أكدوا أن هذا هو سبب رئيسي لحُبِّهم لـ"ذا ديستركت".
كان مؤسس "ذا ديستركت" ذكياً في جعل المكان مركزاً للريادة في المعادي، عبر استضافة العديد من الفعاليات وتركز على الشركات الصغيرة، من دورات عرض الأفكار إلى حملات دعم حقوق النساء إلى تعزيز مهارات القيادة من خلال لعبة الساموراي. كما يستضيفوا أيضاً برنامجهم الخاص للفعاليات وأكثرها نجاحاً هي سوق "ذا ديستركت" الدوري حيث تبيع الشركات الصغيرة منتجاتها في إطار يشبه السوق التقليدي. وقال مازن "نحن رياديون أيضاً ونواصل التعلّم. وقد بسّطنا سياسة التسعير لدينا عبر التخلّص من التسعير على الساعة وعلى اليوم والتي لم تكن مناسبة للعقلية المصرية. وحضرنا مؤتمرات حول العمل المشترك للبقاء على اطلاع على آخر المسارات في هذا المجال، ونحن نتعلّم من فعالياتنا هنا مثلنا مثل الزبائن. والآن نرى أنفسنا نتقدم أكثر باتجاه لعب دور المسرّع لذلك سنقدم المزيد من الخدمات ذات القيمة المضافة من أجل مساعدة زبائننا على النمو". وأحد الأمثلة الرئيسية على ذلك هو "ديستريكت لاب" حيث سيجتمع الرياديون المخضرمون لإرشاد الشركات الناشئة.
تنمو الأعمال بسرعة في "ذا ديستريكت" ومن المتوقّع أن يصبح العمل مُربحاً خلال الأشهر القليلة المقبِلة، وقد تم استئجار مكتب جديد في المبنى نفسه لتأمين خدمات قاعات للمؤتمرات لشركات من الخارج. وهم الآن يبحثون عن موقع جديد في مصر الجديدة لافتتاح فرع لـ"ذا ديستركت" هناك، كونهم تلقّوا الكثير من الطلبات من ذلك الجزء من المدينة. وأكّد أحمد ومازن على حد سواء أنه من خلال افتتاح فرع جديد يخاطرون بأخذ الزخم من المعادي، ولكنهما يقلّصان الخطر من خلال تنظيم عملهم قدر الإمكان كي يكون لدى الفرع الجديد مخططاً تفصيلياً لاتباعه.
وقال أحمد "من الصعب أن أكتب العمليات الخاصة بما نقوم به لأن جزءاً كبيراً منه كان غير واع وتغيّر مع الوقت ولكنه أثبت فائدته. وساعدني على التركيز على الشركة وكيف نعمل بدلاً من السقوط في شرك التوجه القائم على مواجهة النيران". ولكن الشركة ستواجه المزيد من العقبات أكثر مما تتخيّل مع خروج كعكة عيد الميلاد ووجود شمعات تحتاج إلى انتباه جدي.
[الصورة جماعيّة خاصة لـ"ذا ديستركت"، صورة الكعكة التقطها أحمد عادلي]