Seeqnce تطلق ثماني شركات ناشئة في مجال الإنترنت في نهائيات برنامج تسريع النمو 2012
أثار الخروج الأخير لـLivingSocial نقاشاً مفيداً في الأيام الأخيرة ولكنه بالكاد أحبط همّة الرياديين الناشئين في مجال الإنترنت في لبنان ليل السبت الماضي حيث اجتمع أكثر من 300 شخص على سطح Seeqnce لمشاهدة نهائيات برنامج تسريع النمو 2012.
خلال مدة تأخير جاءت صحية، إطّلعنا على الشركات الثمانية الناشئة التي تعرض منتجاتها على شاشات تلفزيون مسطحة موزعة بترتيب على السطح. وكانت بعض هذه الشركات قد أنهت وضع اللمسات الأخيرة على أفكارها في الأسابيع القليلة الأخيرة إن لم نقل الأيام الأخيرة واستكملت هاكاثون قاسياً استغرق 48 ساعة كتتويج لعملية تطوير مشاريعها.
حين بدأ البرنامج في حزيران يونيو، تسجّل 436 ريادياً من 30 دولة في المرحلة الأولى التي دامت ثلاثة أسابيع قبل أن تتم غربلتهم ليصبحوا 30 بعد خضوعهم لثمانية أسابيع من الاختبارات المثيرة للتحدّي.
وقال فادي بزري المؤسس المشارك في Seeqnce إن "هذه الفرق الثمانية التي وصلت إلى النهائي نجحت بفضل مثابرتها وإرادتها القوية. وقد وضعناها في أوقات عصيبة"، وتحدث عن الجولة الأولى للمقابلات الفردية والخلط العشوائي للفرق والمشاريع التي كان عليها استكمالها خلال 5 ساعات.
بحلول نهاية تموز يوليو، تم اختيار الفرق التي يجب أن تتأهل إلى النهائيات ولم يعد في عروض أفكارها أي أثر للعرق الذي تصببه أعضاؤها من التوتر خلال عروض المشاريع التي كانت تلي ستارتب ويك آند.
وقال بزري "لديهم جميعاً إمكانيات جيدة ويغطون مجموعة منوعة من المواضيع. وقد عملنا بجد من أجل نقلهم إلى مستوى الجهوزية للحصول على استثمار"، مشيراً إلى أن Seeqnce نفسها ضخت 76 ألف دولار في كل شركة ناشئة وهو مبلغ يمكن فقط افتراض أنه جزء من هبة للإرشاد.
كانت Seeqnce تقوم بشكل نموذجي بالاهتمام بكل عنصر من الفريق ومن الفعالية، ولكن جرأتها أنتجت تفاؤلاً ضرورياً لإكساب البيئة الحاضنة الثقة. وأطلقت برنامج تسريع النمو، مثيرة ضجة كبيرة حوله والآن هي لحظة الوفاء بالوعود. وقد تحقق ذلك على الرغم من أن الأفكار التي قدمت لم تمكن ثورية إلاّ أن العديد منها كان واعداً. وكان الحدث كما وصّفه أحد أصحاب رأس المال الجريء، من العيار ذاته للفعاليات التي يقيمها أويسس500 وهو مسرّع نموّ أكبر بكثير في الأردن.
بشكل عام، على الشركات الناشئة (والعديد منها في المنطقة) أن تخفّض توقعاتها، فالكثير منها تتوقع تحقيق عائدات بحوالي مليون دولار بعد عام ونصف، ومن الأفضل أن نرى تركيزاً أقل على التوقعات المستقبلية وأكبر على المنتج نفسه وبعض الاختبارات الخاصة بالمستخدم.
لكن Seeqnce نجحت في إنشاء ثماني شركات ناشئة ستستفيد من الأفكار التي يتم تناقلها في مجال الشركات الناشئة في لبنان منذ فترة. وأنتجت الشركات طاقة تجاوزت المهووسين بالإنترنت، فبعد انتهاء العرض النهائي من الفعالية، واصل رواد السهر الشباب الاقتراب ببطء من مدخل الشركة والترنّح على الكعب العالي أمامه.
الآن لنتطّلع على بعض اختبارات السوق وبعض المقدمات حول هذه الأفكار. وسنعرضها في ما يلي بالترتيب الذي عرضت به ومع بعض الانتقاد:
1 ـ MedHP هو تطبيق للإنترنت والمحمول يقدم معلومات حول جميع جوانب القطاع الطبي
الفريق: نادر داغر، سارة حلو، جاد جبران وبول صابر
القيمة الفريدة: تخطط الشركة لتمييز نفسها من خلال عرض قسم سؤال وجواب ونظام تقييم للأطباء والمراكز الطبية ومن خلال الانطلاق باللغتين العربية والإنكليزية، على عكس مواقع بالإنكليزية فقط مثل WebMD أو بالعربية فقط مثل AlTibbi وWebTeb.
دوافع القلق: للتنافس مع AlTibbi وWebTeb، على الفريق أن يضم عدداً من الأطباء في أقرب وقت ممكن. وسبق أن أعطى اثنان آراءهما حول التطبيق ولكن الفريق يحتاج إلى شبكة كاملة. ولدى AlTibbi وWebTeb، أصلاً قسم للأسئلة والأجوبة فضلاً عن خدمة فحص العوارض ويعطيان الأفضلية للغة العربية لكي يصلان إلى سوق متخصص لن يستخدم WebMD. وعلى MedHP (الذي يجدر بالفريق أن يختار له إسماً آخر) أن يقرر ما هو سوقه الرئيسي.
2 ـ elManshar، شركة على الإنترنت للطباعة على قمصان "تي شرت" وهي أيضاً تجمّع على الإنترنت لمصممين عرب لكي يتشاركوا أعمالهم ويبيعونها.
الفريق: كارل حلال، نور جبرا، سيفاغ كالكيدجيان، حسين نجم وبولس رومانوس.
القيمة الفريدة: سوف يسمح elManshar للمصممين بعرض أفكارهم التي سيصوّت عليها الحشد. وسيتم طباعة الأفكار المختارة وسيتقاضى المصممون أجراً. وسوف يتنافس الموقع مع شركة Ooshi للطبع على القمصان إن دخل السوق المصرية، ولكن Ooshi لا تشرك الجمهور في التصويت.
دوافع القلق: يبدو المنتج قابلاً للحياة ولكن المصممين يحصلون على 500 دولار إن تم اختيار تصميماتهم وهذا قد لا يساعد في تحقيق الاستدامة لأن الشركة لا تزال في مرحلة النشوء.
3 ـ Persella، خدمة للفعاليات تجمع بين Kickstarter وEventbrite وتسمح لمنظمي الفعاليات تحديد عدد البطاقات التي يجب أن تباع قبل أن يعلنوا عن الفعالية.
الفريق: كريم محتار، لؤي القادري، علي قبيسي ووليد سينجر.
القيمة الفريدة: يستهدف الفريق سوقاً متخصصاً لم تتم الاستفادة منه في العالم العربي، ومنظمي فعاليات من الحجم الصغير وفنانين يريدون إقامة فعاليات من دون "أخطار". لن تجني Persella أي مال ما لم تبع كل البطاقات وعندها تحصل على عمولة بنسبة 2.5% إضافة إلى 99 سنتًاً عن كل بطاقة تبيعها.
دوافع القلق: تستهدف Persella الفعاليات المنخفضة الكلفة مع هوامش منخفضة. ولكي تجني هذه الخدمة الأرباح عليها أن تتوسّع وكي تفعل ذلك عليها على الأرجح أن تستهدف سوقاً كبيراً مثل الولايات المتحدة وهو ما يخطط الفرق للقيام به بعد اختبار السوق في لبنان وقبرص. وسيكون من المثير للاهتمام رؤية ما إذا كان النموذج سينجح في بيروت.
4 ـ BaytBaytak، حل على الإنترنت للعقارات في الشرق الأوسط يعتمد على الخرائط والمجتمع
الفريق: أمير حافظ، مروان هرموش وتانيا خزاقة
القيمة الفريدة: يتعهد BaytBaytak (الذي يذكرني بعرض شاهدته لـ BaytBaytkum منذ فترة) بتسهيل عملية البحث عن العقارات من خلال جمع قوائم العقارات المعروضة في السوق المحلي في الشرق الأوسط وإضافتها إلى خريطة وجعل البحث سهلاً جداً للمستخدم. ويخطط BaytBaytak لثلاثة قنوات للمدخول: الموقع المتميّز وقوائم المشاريع وعضوية الوسطاء.
دوافع القلق: كي ينجح في السوق ربما سيكون على فريق BaytBaytak العمل بجد للحصول على معلومات من الوسطاء المحليين على الموقع والمتابعة معهم وهو أمر يحتاج إلى جهد مكثف. ويجب أن نرى أيضاً بعد ما إذا كان الوسيط سيدفع للموقع المتميّز. ويحتاج الموقع أيضاً نموذجاً يعتمد القوائم من أجل تحسين محركات البحث.
5 ـ Et3arraf، موقع للتعارف على الإنترنت مصمم على قياس منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
الفريق: سيدريك معلوف وركان نمر
القيمة الفريدة: الموقع بالعربية ويقدم ثلاثة مستويات من الاتصال في نموذجه لـ"المشاركة التقدمية للحميمية" المصمم لجعل المستخدمين مرتاحين مع فكرة التعارف على الإنترنت. وعلى جميع المستخدمين أن يجيبوا على مائة سؤال مقدماً وعلى عكس مواقع أخرى، يبدأ الموقع بعرض صور غير واضحة على المستخدم للأشخاص الذين قد يحصل انسجام محتمل معهم. وعلى المستخدمين أن يحددوا أعمارهم وجنسهم وديانتهم ومن ثم ينتقلون إلى كسر الجليد عبر الإجابة عن أسئلة معدة سابقاً. وتسمح هذه المنصة للمستخدمين بطلب التواصل على سكايب و فيسبوك ولكنها تشجع في الوقت نفسه الحصرية. كما أنها تتيح للمستخدم أن يرى في المرة الواحدة عشرة أشخاص من الذين قد يحصل انسجام معهم وعرض خمسة في المستوى الثاني قبل أن ينتهي الأمر باثنين عند مرحلة الكشف عن الشخصية. ويخطط الموقع لتحديد تسعيرة أقل من المواقع النموذجية في المنطقة.
مصادر القلق: يعترف المؤسس بأن الموقع مصمم لمقاربة "من يفتقدون إلى التواصل مع الجنس الآخر والذين يشعرون بالإحباط". ولا شك أن بعض المستخدمين سوف يواجهون رفضاً من أهاليهم، وعلينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان جذب المستخدمين نقطة إيجابية أم سلبية ولكن استخدام الموقع قد يكون له آثار سلبية على بعض النساء (على الرغم من أن جميع مواقع التعارف في المنطقة قد تواجه المسألة نفسها). وإضافة إلى ذلك لا بد من السؤال عمّا إذا كان مستخدمو موقع التعارف سيلتزمون بالحد الذي يضعه لجهة عدد الأشخاص الذين قد ينسجمون معهم في كل مستوى.
6 ـ Yoofers، منصة للتمويل الجماعي على نمط Kickstarter لمساعدة الناس على جمع المال من أجل أمور يرغبون بشرائها من دون مراكمة الديون
الفريق: يوسف شاكر، جنيفر حداد ويمنة زود
القيمة الفريدة: تسعى المنصة إلى خلق شريحة منسجمة لم تكن موجودة على Kickstarter، شريحة من الأشخاص الذين ببساطة يريدون شراء أمر أو إطلاق مشروع ما ولكن ليس لديهم المال الكافي لذلك. ومن أجل تجنيب الناس طلب الهبات بشكل مستمر، يصنع الموقع لكل مستخدم "سمعة" ويشجعه على بناء سمعة جيدة عبر رد الجميل للأصدقاء. ويعرض الموقع أيضاً جائزة بقيمة 500 دولار للشخص الذي يجلب أكبر عدد مستخدمين إلى الموقع.
مصادر القلق: يبدو في الأمر مخاطرة نظراً إلى الثقافة اللبنانية التي تهتم بالمركز والمكانة، ولكن المؤسسين قالوا إنهم يخططون لاستهداف السوق الأميركي. وهذه فكرة جيدة ولكن لا يزالون بحاجة للوقت لجعل المستخدمين مرتاحين للطلب من أصدقائهم والمجتمع الأوسع بضع دولارات لمشاريع يومية غير مثيرة مثل إصلاح السيارة. ولكن ربما استهداف الأمهات الجديدات وما يحمله ذلك من تكاليف الطفل الجديد، قد يكون مكاناً جيداً للبدء حين يتعلق الأمر بإشراك المجتمع.
7 ـ Rikbit، هي منصة على الإنترنت تساعد الناس على تنظيم نزهات بناء على الاهتمامات المشتركة
الفريق: مروة بحصلي، رواد الحاج، إلياس الحاج وطوني الحاج
القيمة الفريدة: يخطو موقع Rikbit خطوة إضافية عن مواقع الصفقات اليومية، إذ سيساعد في خلق فعاليات تستفيد من الحسومات الجماعية التي يعرضها الباعة.
مصادر القلق: كان في العرض الذي قدّمه فريق Rikbit نقطتين غير منطقيتين: إحداهما أن الموقع يقوم على نموذج جروبون "الناجح جداً" وهو نموذج يشتبه كثر منا بأنه فقاعة بدأت تنفجر. أما الثانية فأصرّوا كثيراً في عرضهم على أن هدف الموقع هو "الإظهار بأن العالم الحقيقي لا يزال موجوداً وليس فقط على شاشة كومبيوتر". وهذا أمر بديهي.
أصرّوا أيضاً أن على أن 90% من اللغة على الإنترنت "لا معنى لها" (ربما لدينا عادات تصفّح مختلفة) واشتكوا من أن الطريقة الوحيدة التي نصنع فيها أصدقاء هي عبر الضغط على زر على فيسبوك. ولكن مقدم العرض كشف أن المنصة من شأنها تشجيع الإعلام الاجتماعي على تشكيل تجمّعات. للأسف Rkibit، قد تكون فكرتكم تستحق الاختبار ولكن منطقكم يحتاج إلى العمل عليه قبل التحدث إلى المستثمرين.
8 ـ Kactus: تطبيق هجين لقوائم المهام وبرنامج معلومات يعتمد التعهيد الجماعي، ويهدف إلى مساعدتك على تنظيم جدول أعمالك ضمن قوائم وفي الوقت ذاته يقدم معلومات عن لوائح مهام اخرى عبر المواقع الاجتماعية.
الفريق: نادي شمالي، ليا دنيا وبسام سيف.
القيمة الفريدة: يبدو أن هذا المنتج هو المفضل لديّ حيث يتميّز من حيث منصة المستخدم والتصميم العام. أحب قوائم المهام الجيدة ويمكنني أن أتوقع أن يجعل عنصر التعهيد الجماعي من الموقع، منتجاً فريداً ومنفصلاً بالكامل عن Remember the Milk أو Astrid وهو يعمل من جهة كمنصة اجتماعية ومن جهة أخرى كقائمة مهام.
مصادر القلق: وجدت نفسي أتساءل ما إذا كنت أستطيع أن أدمج بشكل فعّال قوائم المهام المنزلية الحالية والتي هي عادة خاصة، مع قوائم عامة أكثر والتي لا أعرفها دائماً. كما أن الحاجة إلى معلومات من مصادر جماعية حول قائمة مهام أخرى، مثل إصلاح موديم أو إنجاز الميكانيك تبدو مفيدة في لبنان، ولكن قد لا تكون كذلك في سوق أكبر مثل الولايات المتحدة حيث القواعد تميل لأن تكون معلنة (ويحترمها الجميع أو على الأقل نظامية). لكن Kactus، سيكون عليه أن يقارب سوقاً كبيراً ليجني الأرباح، وهو لم يبد (بشكل ذكي) أية نية للتشبث بالعالم العربي. ويجب على الأقل اختباره كمنتج.