نقاش وإرشاد في اليوم الأول من احتفال الريادة بالتجارة الإلكترونية
من قال إن المؤتمر يجب أن يكون اختبار تحمّل يجعلك تتلهّف لاستراحة قهوة؟ في اليوم الأول من احتفال الريادة بالتجارة الإلكترونية، ومع انطلاق غداء المرشدين والمؤتمر الحر، منح الجو المريح للحضور الفرصة للتعارف أثناء الدردشة حول مواضيع من اختيارهم.
وفي غداء المرشدين، تناوب الرياديون على الطاولات بمعدل ثلاثين دقيقة من النقاشات لكل منهم حول المال والاستثمار والعثور على المواهب وبناء فريق والتسويق. وقد تم اختيار المرشدين والرياديين على كل طاولة بشكل عشوائي وبدلوا أماكنهم وتناول الطعام بين الجلسات.
وفي الجلسة حول الاستثمار، نصح براك بويوكديمير من "إيتوهوم" المؤسسين قائلاً "إذا كنتم تؤمنون بشركتكم لا تعطوا أكثر من 20% منها. كما أنه لن يكون هناك حصص إضافية لمنحها في الجولة الثانية والثالثة".
من جانبه أشار ليث زريقاط، الذي كان في "جيران"، إلى أن على الرياديين أن يجمعوا المال حين يكون أداؤهم جيداً، وقال "هذا هو الوقت الذي تجمعون فيه المال وليس حين تحتاجون المال فعلاً"، محذراً بالقول "لا توظفوا الناس لأنكم تأملون بالوصول إلى صفقات وبدء التوسّع. فإبرام الصفقات يستغرق من ستة أشهر إلى سنة".
أما في الجلسة حول موضوع الحفاظ على المواهب، فقد أشار أسامة فياض من "أويزس 500" إلى أنه في الأردن، من الأساسي بشكل خاص للمؤسسين العمل على الحفاظ على المطوّرين. وأوضح ان "التقليد يقوم على تقاضيهم أجوراً ينسجم مع المعايير المحلية ولكن لا ننسى أن هؤلاء المطوّرين تفتحه لهم شركات في الولايات المتحدة وأوروبا أبوابها. لذلك تجد الشركات هنا نفسها أمام معضلة بسبب رفضها الدفع لهم أكثر كي يبقوا لديها وتقع في نهاية المطاف في حلقة مفرغة فرضتها على نفسها. وفي شركات أويزس 500 ، نحاول الاستثمار أكثر في أجورهم والحفاظ على ثقافة مثيرة للاهتمام لإبقائهم متحمسين دائماً".
وأشار إلى أنه بشكل عام حين تجعل الموظفين ينخرطون في هندسة الشركة ومناقشة مستقبلها، يتجاوبون بشكل مختلف.
وبعد الغداء، تجمّع
المشاركون لعرض أفكارهم في جلسات نقاش يقودونها في "المؤتمر الحر" حيث
صوّت كل منهم على الجلسات التي سيحضرها. وكانت النقاشات حيوية
خصوصاً التي قادتها رانيا وزينة كنعان من موقع التجارة الإلكترونية
بالأعمال اليدوية "أناناسا"
وذلك حول موضوع دخول السوق السعودي. وتحوّل النقاش بسرعة إلى دردشة
حول خدمات الدفع عند الاستلام.
وقالت رانيا ان "الدفع عن الاستلام ليس تجارة
إلكترونية"، شارحة انه في سوق كالسعودية حيث يتم إرجاع 25% أو أكثر من
الشحنات الخاص بالدفع عند الاستلام، من الأفضل لشركة مثل أناناسة أن
تنسى الدفع عن الاستلام والالتزام بعمليات الشراء بواسطة بطاقات
الائتمان بدلاً من الاضطرار لدفع تكاليف الشحن الدولية وتكاليف
الإرجاع.
وأصر عضو في المجموعة على أنه سيقدم الدفع عن الاستلام كخيار لأن شركات التجارة الإلكترونية النموذجية التي دخلت السوق السعودية تجري 70 إلى 80% من عملياتها معتمدة خدمة الدفع عند الاستلام.
بدوره اقترح عضو آخر على شركات التجارة الإلكترونية أن تترابط فيما بينها لكي يدفع الزبون رسوماً ضئيلة على امتياز التسوّق بواسطة الدفع عند الاستلام وتقوم بتجميع لائحة "سوداء" للزبائن الذين يعيدون العديد من الحزم.
إلاّ أن رانيا أصرّت على أنها تفضّل حظر الدفع عن الاستلام وحث الزبائن على الدفع على الإنترنت، "عندها أكون قد اكتسبت زبوناً".
وانضم دان ستيورات من GoNabit (LivingSocial الآن) إلى المحادثة في نهايتها لمناقشة هذه المعضلة في التجارة الإلكترونية موضحاً أن الحل الذي قدمه GoNabit لم يكن في الأساس عرض خدمة الدفع عند الاستلام. وأقر بأن الشركة وفّرت المال حين لم تكن تعرض هذه الخدمة، مضيفاً "كانت فلسفتنا تقول إننا لا يمكن أن نعرف ما إذا كنت ستنفق من بطاقة ائتمانك إذا أعطيناك خيار الدفع عند التسليم".
ولكن ستيورات يقول ان GoNabit تقدم الآن خدمة الدفع عند الاستلام، خصوصاً "لأننا نرسل زبائن إلى شركات أخرى لذا فإننا يمكن أن نحد من شبكة عملائها عن طريق اعتماد الدفع عبر بطاقات الائتمان فقط". ويشير إلى أن الدفع عند الاستلام لا يزال مطلوباً من أقلية من الصفقات في مصر، وقد تصل هذه النسبة إلى 30% في لبنان، إلاّ أن الشركة لا تقدمه حتى الآن في المملكة العربية السعودية.
وختم النقاش من دون حل معضلة الدفع عن الاستلام غير أني أرى أن منطق أناناسة جيد للشركات الناشئة في مجال التجارة الإلكترونية التي تشحن بضاعة فريدة، فلماذا المخاطرة بإرجاع 25 إلى 40% من المواد إذا لم تكن تخزّن محلياً؟
انتهى اليوم بشعور استرخاء لدى الحضور الذين واصلوا الدردشة بعد انتهاء النقاشات.